التكاليف وقمّتها، والينبوع الذي يصدر عنه كل السلوك الإيماني:{إنني أَنَا الله لا إله إلا أَنَاْ}[طه: ١٤] .
لذلك قال عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله» .
وما دام لا إله إلا هو فلا يصح أنْ نتلقَّى الأمر والنهي إلاَّ منه، ولا نعتمد إلا عليه، ولا يشغل قلوبنا غيره، وهو سبحانه يريد منا أنْ نكون وكلاء:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ}[الفرقان: ٥٨] .
فالناصح الفطن الذي لا يتوكل على أحد غير الله، فربما توكّلت على أحد غيره، فأصبحت فلم تجده، وصدق الشاعر حين قال:
فكأن الحق سبحانه في قوله:{لا إله إلا أَنَاْ}[طه: ١٤] يقول لموسى: لا تخفْ، فلن تتلقى أوامر من غيري، كما قال سبحانه في أية أخرى:{قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إلى ذِي العرش سَبِيلاً}[الإسراء: ٤٢] .
أي: لذهبَ هؤلاء الذي يدَّعُون الألوهية إلى الله يجادلونه أو يتودَّدون إليه، ولم يحدث شيء من هذا.
ويشترط فيمن يُعطي الأوامر ويُشرِّع ويُقنِّن ألاَّ ينتفع بشيء من ذلك، وأن تكون أوامره ونواهيه لمصلحة المأمورين، ومن هنا