كلها هذه الأسماء التي نعرفها، ولكن هذه الأسماء هي التي أذن الله سبحانه وتعالى بأن نعلمها.
ومن الجائز، أو من لفظ الحديث نعلم أن الله قد يُعلّم بعضا من خلقه أسماء له، ويستأثر لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة حين نلقاه، وحين نتكلم عن الأسماء الأخرى نجد أنها ملحوظ فيها الصفة، ولكنها صارت أسماء لأنها الصفة الغالبة، فإذا قيل:«قادر» نجد أننا نستخدم هذه الكلمة لوصف واحد من البشر، ولكن «القادر إذا أطلق انصرف إلى القادر الأعلى وهو الله. وكذلك» السميع «، و» البصير «. و» العليم «.
إننا نجد أن بعضاً من أسماء الله سبحانه وتعالى له مقابل، ومن أسماء الله الحسنى ما لا تجد له مقابلاً. فإذا قيل» المحيي «تجد» المميت «و» المعز «تجد» المذل «، لأنها صفة يظهر أثرها في الغير، فهو مميت لغيره، ومعزّ لغيره، ومذل لغيره، لكن الصفة إن لم يوجد لها مقابل نسميها صفة ذات، فهو» حي «ولا نأتي بالمقابل إنما» مُحيي «نأتي بالمقابل وهو» المميت «، فهذه اسمها صفة فعل.
فصفات الفعل يتصف بها وبمقابلها لأنها في الغير. لكن صفة الذات لا يتصف إلا بها.
وحينما قال الحق:{الله} فهو سبحانه يريد أن يعطينا بعض تجليات الله في أسمائه، فقال: «الله لا إله إلا هو» ليحقق لنا صفة التوحيد، ويجب أن نعلم أن «إلا» هنا ليست أداة استثناء، لأنها لو كانت أداة استثناء فكأنك تنفي أن توجد آلهة ويكون الله من ضمن هذه الآلهة التي نفيتها وذلك غير صحيح. وإنما المراد أنه لا آلهة أبداً غير الله فهو واحد لا شريك له، وأنه لا معبود بحق إلا هو فكلمة «إلاّ» ليست للاستثناء وإنما هي بمعنى غير، أي لا إله غير الله.
وقد عرفنا أن هذه القضية معها دليلها، وإلا فلو كان هناك إله آخر لقال لنا: إنه موجود. لكن لا إله إلا هو سبحانه أبلغنا {الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ} . وأعجبني ما قاله الدكتور عبد الوهاب عزام رحمة الله عليه وكان متأثرا بالشاعر الباكستاني «إقبال» ، كان للشاعر إقبال شيء اسمه «المثاني» ، أي أن يقول بيتين من الشعر