فيمكن أن نتبع هذا أو هذا، دون أنْ يقصروا أنفسهم على شيء واحد.
وفي الثانية قالوا:{حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ ... }[المائدة: ١٠٤] يعني: يكفينا، ولا نريد زيادة عليه، فَقصَروا أنفسهم على ما وجدوا عليه آباؤهم.
لذلك قال في عَجُز الأولى:{لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً ... }[البقرة: ١٧٠] وفي عَجُز الثانية {لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً ... }[المائدة: ١٠٤] لأن العاقل هو الذي يهتدي إلى الأمر بذاته.
أمّا الذي يعلم فيعلم ما عَقِله هو، وما عَقِله غيره، إذن: فدائرة العلم أوسع من دائرة العقل؛ لأن العقل يهتدي للشيء بذاته، أمَّا العلم فيأخذ اهتداء الآخرين.