الفترة أعطتْ المسلمين فرصة كي يتفرغوا لاستقبال الوفود ونَشْر دين الله.
ثالثاً: كان في إمكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنْ يدخلهم مكة رَغْماً عن أهلها، وكان في مقدوره أن يقتلهم جميعاً، لكن ماذا سيكون موقف المؤمنين من أهل مكة والذين يسترون إيمانهم ولا يعرفهم أحد؟ إنهم وسط هؤلاء الكفار، وسينالهم ما ينال الكفار، ولو تميَّز المؤمنون من الكفار أو خرجوا في جانب لأمكن تفاديهم.
ثم يقول تعالى عن المسجد الحرام:{الذي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ. .}[الحج: ٢٥] أي: جميعاً {سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد. .}[الحج: ٢٥] العاكف فيه يعني: المقيم، والباد: القادم إليه من خارج مكة، ومعنى {سَوَآءً. .}[الحج: ٢٥] يعني: هذان النوعان متساويان تماماً.
لذلك نقول للذين يحجزون الأماكن لحسابهم في بيت الله الحرام خاصة، وفي بيوت الله عامة: أريحوا أنفسكم، فالمكان محجوز عند الله لمن سبق، لا لمن وضع سجادته، وشغل بها المكان.
وقد دَعَتْ هذه الآية:{سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد. .}[الحج: ٢٥]