للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى {حتى تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً} [الحج: ٥٥] يعني: فجأة، وقد تكلَّم العلماء في معنى الساعة: أهي يوم القيامة، أم يوم يموت الإنسان؟ الساعة تشمل المعنيين معاً، على اعتبار أن مَنْ مات فقد قامت قيامته حيث انقطع عمله، وموت الإنسان يأتي فجأة، كما أن القيامة تأتي فجأة، فهما - إذن - يستويان.

لكن، إنْ كانت الساعة بغتة تفجؤهم بأهوالها، فما العلامات الصُّغْرى؟ وما العلامات الكبرى؟ أليست مقدمات تأذن بحلول الساعة، وحينئذ لا تُعَدُّ بغتة؟ قالوا: علامات الشيء ليست هي إذن وجودة، العلامة تعني: قُرْب موعده فانتبهوا واستعِدُّوا، أما وقت حدوثه فلا يعلمه أحد، ولا بُدَّ أنْ يأتي بغتة رغم هذه المقدمات.

ثم يقول الحق تعالى: {أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: ٥٥] البعض اعتبر: {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: ٥٥] يعني القيامة، وبالتالي فالساعة تعني الموت، وآخرون يقولون: {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: ٥٥] المراد يوم بدر الذي فصل الله فيه بين الحق والباطل.

وهذا اجتهاد يُشْكرون عليه، لكن لما نتأمل الآية: {وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ} [الحج: ٥٥] يعني: المرية مستمرة، لكن بدراً انتهت، المرية ستظل إلى أن تقوم الساعة.

ولا مانعَ أن تكون الساعة بمعنى القيامة، واليوم العقيم أيضاً هو

<<  <  ج: ص:  >  >>