لأنك ابن أغيار دائم التقلُّب في الأحوال، وربك وحده هو الثابت الذي لا يتغير.
ثم يقول سبحانه:{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الباطل. .}[الحج: ٦٢] كل مَا تدعيه أو تعبده من دون الله هو الباطل، يعني الذي يَبْطُل، كما جاء في قوله تعالى:{إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقاً}[الإسراء: ٨١] يعني: يزول ولا يثبت أبداً {وَأَنَّ الله هُوَ العلي الكبير}[الحج: ٦٢] العلي يعني: كل خَلْقه دونه. وكبير يعني: كل خَلْقه صغير.
ومن أسمائه تعالى {الكبير}[الحج: ٦٢] ولا نقول أكبر إلا في الأذان، وفي افتتاح الصلاة، والبعض يظن أن أكبر أبلغ في الوصف من كبير، لكن هذا غير صحيح؛ لأن أكبر مضمونه كبير، إنما كبير مقابله صغير، فهو سبحانه الكبير؛ لأن ما دونه وما عداه صغير.
أما حين يناديك ويستدعيك لأداء فريضة الله يقول: الله أكبر؛ لأن حركة الحياة وضروريات العيش عند الله أمر كبير وأمر هام لا يغفل، لكن إنْ كانت حركة الحياة والسعي فيها أمر كبيراً فالله أكبر، فربُّك يُخرجك للصلاة من عمل، ويدعوك بعدها إلى العمل:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة فانتشروا فِي الأرض وابتغوا مِن فَضْلِ الله. .}[الجمعة: ١٠] .
ثم يقول الحق سبحانه:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً. .} .