ما قيل لمؤنث، فظلَّ على هذه الصيغة من التأنيث حتى ولو كان المخاطَبُ مذكَّراً.
وقصة هذا المثَل أن الحارث ملك كندة أراد أن يتزوج أم إياس، وبعثَ مَنْ تخطبها له، وكان اسمها عصام، فلما ذهبت إليها قالت لها أمها: إن فلانة جاءت تخطبك لفلان، فلا تخفي عنها شيئاً، ودعيها تشمُّك إنْ أرادت، وناطقيها فيما استنطقتْك به، فلما دخلتْ على الفتاة وأرادت أن ترى جسمها خلعتْ ثوبها، وكشفتْ عن جسمها، فقالت المرأة:(ترك الخداع من كشف القناع) فسارت مثلاً، ثم عادت إلى الحارث فاستقبلها متعجلاً ردَّها فقال:(ما وراءكِ يا عصام) يعني: ما الخبر؟ فظلَّ المثل هكذا للمؤنث، وإن خُوطِب به المذكر.
والحق - تبارك وتعالى - يضرب لكم هذا المثل ويقول: خذوه في بالكم، وانتبهوا له، وافتحوا له آذانكم جيداً واعقلوه؛ لأنه سينفعكم في علاقتكم برسول الله وبالمؤمنين.
والخطاب هنا مُوجَّه للناس كافّة، لم يخُصّ أحداً دون أحد:{ياأيها الناس ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعوا لَهُ. .}[الحج: ٧٣] فلم يقُل يا أيها المؤمنون؛ لأن هذا المثَلَ مُوجَّه إلى الكفار، فالمؤمنون ليسوا في حاجة إليه {فاستمعوا لَهُ. .}[الحج: ٧٣] يعني: انصتوا وتفهَّموا مراده ومرماه، لتسيروا في حركتكم على وَفْق ما جاء فيه، وعلى وَفْق ما فهمتم من مغزاه.
فما هو هذا المثَل؟
{إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ اجتمعوا لَهُ. .}[الحج: ٧٣] .