وانصرف، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لصحابته:» أما كان فيكم مَنْ يُجهز عليه؟ «فقالوا: يا رسول الله لو أومأتَ لنا برأسك؟ يعني: أشرْتَ إلينا بهذا، انظر هنا إلى منطق النبوة، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:» لا ينبغي أن يكون لنبي خائنة الأعين «يعني: هذا تصرُّف لا يليق بالأنبياء، فلو فعلتموها من أنفسكم كان لا بأس.
ثم بعد ذلك تحل بركة عثمان على ابن أبي السرح فيُؤمن ويَحْسُن إسلامه، ثم يُولِّي مصر، ويقود الفتوحات في إفريقيا، ويتغلب على الضجة التي أثاروها في بلاد النوبة، وكأن الله تعالى كان يدخره لهذا الأمر الهام.
وبعد هذه العجائب التي رأيناها في مراحل خَلْق الإنسان وخروجه إلى الحياة والإقرار لله تعالى بأنه أحسن الخالقين، يُذكِّرنا سبحانه بأن هذه الحياة لن تدوم، فيقول تبارك وتعالى:{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلك لَمَيِّتُونَ} .