في القرآن الكريم، وإذا تكرر اللفظ يكون معناه في كل مرة مختلفا عن معناه في المرة السابقة، لأن المتكلم هو الله سبحانه وتعالى. . ولذلك فهو يضع اللفظ في مكانه الصحيح، وفي معناه الصحيح. .
قولنا:{بِسْمِ الله الرحمن الرحيم} هو استعانة بقدرة الله حين نبدأ فعل الأشياء. . إذن فلفظ الجلالة {الله} في بسم الله، معناه الاستعانة بقدرات الله سبحانه وتعالى وصفاته. لتكون عونا لنا على ما نفعل. ولكن إذا قلنا: الحمد لله. . فهي شكر لله على ما فعل لنا. ذلك اننا لا نستطيع أن نقدم الشكر لله إلا إذا استخدمنا لفظ الجلالة. الجامع لكل صفات الله تعالى. لأننا نحمده على كل صفاته ورحمته بنا حتى لا نقول باسم القهار وباسم الوهاب وباسم الكريم، وباسم الرحمن. . نقول الحمد لله على كمال صفاته، فيشمل الحمد كمال الصفات كلها.
وهناك فرق بين {بِسْمِ الله} الذي نستعين به على ما لا قدرة لنا عليه. . لأن الله هو الذي سخر كل ما في الكون، وجعله يخدمنا، وبين {الحمد للَّهِ} فإن لفظ الجلالة إنما جاء هنا لنحمد الله على ما فعل لنا.
فكأن «بسم الله في البسملة» طلب العون من الله بكل كمال صفاته. . وكأن الحمد لله في الفاتحة تقديم الشكر لله بكل كمال صفاته.
و {الرحمن الرحيم} في البسملة لها معنى غير {الرحمن الرحيم} في الفاتحة، ففي البسملة هي تذكرنا برحمة الله سبحانه وتعالى وغفرانه حتى لا نستحي ولا نهاب أن نستعين باسم الله ان كنا قد فعلنا معصية. . فالله سبحانه وتعالى يريدنا أن نستعين باسمه دائما في كل اعمالنا. فإذا سقط واحد منا في معصية، قال كيف استعين باسم الله، وقد عصيته؟ نقول له ادخل عليه سبحانك وتعالى من باب الرحمة. . فيغفر لك وتستعين به فيجيبك.
وانت حين تسقط في معصية تستعيذ برحمة الله من عدله، لأن عدل الله لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها.