وكذلك الصغار، إلا في أوقات ثلاثة لا يُسْمح لهم فيها بالدخول إلا بعد الاستئذان:{مِّن قَبْلِ صلاوة الفجر}[النور: ٥٨] لأنه وقت متصل بالنوم، والإنسان في النوم يكون حُرَّ الحركة واللباس {وَحِينَ تَضَعُونَ ثيابكم مِّنَ الظهيرة}[النور: ٥٨] وهو وقت القيلولة، وهي وقت راحة يتخفّف فيها المرء من ملابسه {وَمِن بَعْدِ صلاوة العشآء}[النور: ٥٨] وبعد العشاء النوم.
هذه أوقات ثلاثة، لا ينبغي لأحد أن يدخل عليك فيها إلا بإذنك.
وانظر إلى هذا التحفّظ الذي يوفره لك ربك عَزَّ وَجَلَّ حتى لا تُقيِّد حريتك في أمورك الشخصية ومسائلك الخاصة، وكأن هذه الأوقات مِلْكٌ لك أيها المؤمن تأخذ فيها راحتك وتتمتع بخصوصياتك، والاستئذان يعطيك الفرصة لتتهيأ لمقابلة المستأذن.
أما في بقية الأوقات فالكل يستأذن عليك حتى الزوجة.
وسبب نزول هذه الآية أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أراد سيدنا عمر في أمر من الأمور، فأرسل إليه غلاماً من الأنصار، فلما ذهب الغلام دفع الباب ونادى: يا عمر. فلم يرد؛ لأنه كان نائماً، فخرج الغلام وجلس في الخارج ودَقَّ الباب فلم يستيقظ عمر، فماذا يفعل الغلام؟
رفع الغلام يديه إلى السماء وقال: يا رب أيقظه. ثم دفع الباب ودخل عليه، وكان عمر نائماً على وضع لا يصح أن يراه عليه أحد، واستيقظ عمر ولحظ أن الغلام قد رآه على هذا الوضع، فلما ذهب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: يا رسول الله نريد أن يستأذن علينا أبناؤنا