للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضوء؛ لأن الضوء يبدأ من نقطة، ثم يتسع تدريجياً على شكل مخروط، كما لو نظرتَ من ثُقْب الباب الذي قُطْره سنتيمتر فيمكن رؤية مساحة أوسع منه بكثير.

إذن: إنْ أردتَ أن ترى الصغير تُكبِّره، وإنْ أردتَ أنْ ترى البعيد تُقرِّبه.

والهباء: هو الذرّات التي تراها في المخروط الضوئي حين ينفذ إلى حجرتك، ولا تراها بالعين المجرّدة لدِقّتها، وهذا الهباء الذي تراه في الضوء {هَبَآءً مَّنثُوراً} [الفرقان: ٢٣] يعني: لا تستطيع أنْ تجمِّعه؛ لأنه منتشر وغير ثابت، فمهما أوقفتَ حركة الهواء تجدْه في الضوء يتحرك لِصِغَر حجمه.

فإنْ قلتَ: نراهم الآن يصنعون (فلاترَ) لحجز هذا الهباء فتُجمّعه وتُنقِّي الهواء منه، وهي على شكل مَسامّ أسفنجية يعْلَق بها الهباء، فيمكن تجميعه.

نقول: حتى مع وجود هذه الفلاتر، فإنها تجمع على قَدْر دِقّة المسامّ، وتحجز على قَدْرها، وعلى فَرْض أنك جمعتَه في هذا الفلتر، ثم أفرغته وقُلتْ لي: هذا هو الهباء، نقول لك: أتستطيع أنْ ترد كل ذرة منها إلى أصلها الذي طارتْ منه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>