لأخته وشَجِّه لها، أعاده إلى سلامة الفطرة والطويّة، فلما سمع منها القرآن وصادف منه قلباً نقياً وفطرة سليمة تأثر به، فأسرع إلى رسول الله يعلن إسلامه.
إذن: فقولكم: {إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا}[الفرقان: ٤٢] دليل على أنه كُفْء للمهمة التي بعث بها، وهذا يناقض قولكم سخريةً منه واستهزاءً:{أهذا الذي بَعَثَ الله رَسُولاً}[الفرقان: ٤١] .
وقولهم:{لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا}[الفرقان: ٤٢] يدل على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعل معهم أفعالاً اقتضتْ منهم أنْ يصبروا على الضلال {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العذاب مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً}[الفرقان: ٤٢] سيعرفون ذلك، لكن بعد فوات الأوان، وبعد ألاَّ تنفعهم هذه المعرفة.