للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَالخَيْل والليْلُ والبَيْدَاءُ تَعْرِفُني ... والسَّيْفُ والرُّمح والقِرْطَاسُ والقَلَم

فلما كان في إحدى رحلاته خرج عليه قُطَّاع الطرق، فلما أراد أن يفرَّ قال له خادمه: ألست القائل:

فَالخَيْل والليْلُ والبَيْدَاءُ تَعْرِفُني ... والسَّيْفُ والرُّمح والقِرْطَاسُ والقَلَم

فاستحى أنْ يفرَّ، وثبت أمامهم حتى قتلوه، فقال قبل أنْ يموت: ما قتلني إلا هذا العبد، واشتهر هذا البيت في الأدب العربي بأنه البيت الذي قتل صاحبه.

ولما جاء المتنبي إلى مصر مدح حاكمها كافور الإخشيدي طمعاً فيه، وكان كافور رجلاً أسود؛ لذلك كَنَّوْه بأبي المِسْك، ولما مدحه المتنبي حالَ الرضا قال فيه:

أَبا كُلِّ طِيبٍ لاَ أَبَا المِسْك وَحْدَهُ ... وفي قصيدة أخرى يقول:

قَضَى اللهُ يَا كافُورُ أنَّكَ أَوَّلٌ ... وليْسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لَكَ ثَانِ

فلما لم يُعْطه كافور طلبه، وساءتْ العلاقة بينهما، قال يهجوه:

أُريك الرضا لو أخْفت النفسُ خافيَا ... ومَا أَنَا عَنْ نفسي وَلاَ عَنْكَ رَاضيا

أَمَيْنا وإخْلاَفَاً وغَدْراً وخِسَّةً وجُبْنا ... أشخصاً لُحْتَ لي أَمْ مَخَازِيا

وتُعجِبُني رِجْلاَكَ في النَّعْلِ إنني ... رأيتُكَ ذَا نَعْلٍ وإنْ كُنْتَ حَافِيا

<<  <  ج: ص:  >  >>