للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجمحي يهجون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويذمونه، فيلتف الضالون الغاوون من حولهم، يشجعونهم ويستزيدونهم من هجاء رسول الله، وفي هؤلاء نزل قوله تعالى: {والشعرآء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون} الشعراء: ٢٢٤] فأسرع إلى سيدنا رسول الله شعراءُ الإسلام: عبد الله بن رواحة وكعب بن زهير، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، فقالوا: أنحن من هؤلاء يا رسول الله؟ فقرأ عليهم رسول الله هذه الآية:

{إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} [الشعراء: ٢٢٧] .

فاستثنى الحق تبارك وتعالى من الشعرءا مَنْ توفَّرت فيه هذه الخصال الأربع {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَذَكَرُواْ الله كَثِيراً وانتصروا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} [الشعراء: ٢٢٧] أي: ذكروا الله في أشعارهم؛ لينبهوا الناس إلى مواجيد الدين ومواعظ الإيمان، فيلتفتون إليها، ثم ينتصرون لرسول الله من الذين هَجَوْه.

وكان هؤلاء الثلاثة ينتصرون للإسلام ولرسول الله، فكلما هجاه الكفار ردُّوا عليهم، وأبطلوا حُججهم، ودافعوا عن رسول الله، حتى «أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَصَب منبراً لحسان بن ثابت، كان يقول له:» قل وروح القدس معك، اهجهم وجبريل معك «

وقال لكعب بن مالك:» اهجهم، فإن كلامك أشدُّ عليهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>