أما الفريق الآخر:{إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وهدوا إِلَى الطيب مِنَ القول وهدوا إلى صِرَاطِ الحميد}[الحج: ٢٣٢٤] .
فبيَّن لنا الحق سبحانه كل فريق منهما، وبيَّن مصيره وجزاءه.
ونلحظ هنا {فَإِذَا}[النمل: ٤٥] يسمُّونها الفجائية، ويُمثِّلون لها بقولهم: خرجتُ فإذا أَسَدٌ بالباب، والمعنى: أنك فُوجِئْت بشيء لم تكُنْ تتوقعه، كذلك حدث من الكافرين من قوم ثمود حين قال لهم نبيهم {أَنِ اعبدوا الله}[النمل: ٤٥] لكن يفاجئوننا بأنهم فريقان: مؤمنون وكافرون.
ومنطق العقل والحق والفطرة السليمة يقتضي أنْ يستقبلوا هذا الأمر بالطاعة والتسليم، ولا يختلفوا فيه هذا الاختلاف: فريق في الجنة وفريق في السعير {إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ}[الانفطار: ١٣١٤] .
وقالوا: إن الله تعالى لا يرسل الرسل إلا على فساد في المجتمع، الخالق عَزَّ وَجَلَّ خلق في الإنسان النفس اللوامة التي تردُّه إلى رُشْده وتنهاه، والنفس المطمئنة التي اطمأنتْ بالإيمان، وأَمنت الله على الحكم في افعل ولا تفعل، والنفس الأمَّارة بالسوء، وهَي التي لا تعرف معروفاً، ولا تنكر مُنْكَراً، ولا تدعو صاحبها إلا إلى السوء.
والله عزَّ وجلَّ رب، ومن عادة الرب أنْ يتعهّد المربَّي ليؤدي