خبزته جاء على هذه الصورة المحببة إلينا، كذلك الأمر في اكتشاف البنسلين مثلاً، والغواصات والبخار والعجلة. . الخ.
وتأمل مثلاً: لماذا نطبخ الملوخية ولا نطبخ النعناع، إنها إذن هداية الله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى.
الحديد تعلمنا طَرْقه بعد إدخاله النار ليلين؛ لأن الله تعالى علمها لنبيه داود عليه السلام حين قال {وَأَلَنَّا لَهُ الحديد}[سبأ: ١٠] .
إذن: كثير من اكتشافات الكون وارتقاءاته تأتي بهداية الله، وكلما مرَّ الزمن تكشفتْ لنا أسرار الكون، كلّ في ميعاده وميلاده الذي أراده الله، إما أنْ يستنطبه الناس بمقدمات إذا جاء ميلاده، وإلا فيأتي ولو مصادفة.
واقرأ إن شئت قوله تعالى:{وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ}[البقرة: ٢٥٥] فحين يشاء الله يكشف لك الأشياء، ويُيسر لك أسبابها، فإذا لم تنتبه لها أراكها مصادفة، ومن وسائل إعلام الله لخَلْقه مثلاً أهل البوادي، ترى الواحد منهم متكئاً ينظر إلى السماء ويقول لك: السماء ستمطر بعد كم من الساعات، وليس في السماء سحاب ولا غَيْمٌ يدل على المطر، لكنه عرفها بالاستقراء والتجربة.
ومن هذه الهداية الإلهية أن ترى البهائم العجماوات وهي تأكل بالغريزة، تأكل الحشيش الجاف، ولا تأكل مثلاً النعناع الأخضر، أو الريحان من أن رائحته جميلة، لماذا؟
لأنه جُعِل للرائحة الطيبة، لكن طعمه غير طيب، وإذا أكل الحيوان وشبع لا يمكن أن يأكل بعدها أبداً على خلاف الإنسان الذي يأكل حتى التخمة، ثم الحلو والبارد والساخن، ويقولون (أَرِهَا