الأرض مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق: ٤] يعني: يعلم وزنك، ويعلم جزئياتك، لا يغيب منها ذرة واحدة.
أما القدرة، فقد آمنتُم بها حين أقررتُم بقدرته تعالى على الخَلْق من عدم، والإعادة أهون من الإنشاء الأول {وَهُوَ الذي يَبْدَؤُاْ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧] .
وإنْ كان الخالق عَزَّ وَجَلَّ لا يُقَال في حقه هيِّن وأهْون، لكنها بعُرْفكم أنتم، وبما يُقرِّب المسألة إلى أذهانكم.
وفي القدرة أيضاً يقول الحق سبحانه وتعالى:{أَفَعَيِينَا بالخلق الأول}[ق: ١٥] .
ثم يقول سبحانه:{وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السمآء والأرض}[النمل: ٦٤] .
الرزق: كلُّ ما يُنتفع به، وهو إما من السماء وإما من الأرض، وإما من التقائهما حين ينزل الماء من السماء، ويختلط بتربة الأرض فيخرج النبات.
{أإله مَّعَ الله}[النمل: ٦٤] يكرر نفس الاستفهام السابق لتأكيد أنه لا إله إلا الله يأتيكم بهذه النعم.
{قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[النمل: ٦٤] أي: هاتوا الدليل على وجود إله آخر يقول: أنا الذي بدأتُ الخَلْق، وأنا الذي أرزق من السماء والأرض، فإذا لم يأْتِ مَنْ يقول هذا فقد ثبتتْ الدعوة لصاحبها حيث لم يَقُم معارضَ ودَعْك من مسألة الإعادة هذه،