للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويكون المعنى إذن: {هُمْ مِّنَ المقبوحين} [القصص: ٤٢] أي: الذين تشوَّهَتْ وجوههم بعد نعومة الجلد ونضارته، وقد عبَّر القرآن عن هذا التشويه بصور مختلفة.

يقول تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: ٤٠ - ٤١] .

ويقول سبحانه {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ... } [آل عمران: ١٠٦] .

ويقول: {وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً} [طه: ١٠٢] .

ومعلوم أن زُرْقة الجسم لا تأتي إلا نتيجة ضربات شديدة وكدَمات تُحدِث تفاعلات ضارة تحت الجلد، فتُسبِّب زُرْقته، وكذلك زُرْقة العين، ومن أمراض العيون المياه الزرقاء، وهي أخطر من البيضاء.

لذلك يقول الشاعر:

وَللْبخيلِ عَلَى أَمْواله عِلَلٌ ... زُرْق العُيونِ عَليْها أَوْجُه سُودُ

لأنه حريص على أمواله ولا يريد إنفاقها.

ويُستخدم اللون الأزرق للتبشيع والتخويف، وقد كانوا في العصور الوسطى يَطْلُون وجوه الجنود باللون الأزرق لإخافة الأعداء وإرهابهم، وتعارف الناس أنه لَوْن الشيطان؛ لذلك نقول في لغتنا العامية (العفاريت الزرق) ونقول في الذم: (فلان نابه أزرق) .

ويقول الشاعر:

أَيَقْتلُنِي والمْشرَفيُّ مُضاجِعي ... ومَسْنُونَة زُرْقٌ كأنْيابِ أغْوالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>