للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن: خرق الله لرسوله حجاب الزمن الماضي، والزمن المستقبل، فماذا عن الزمن الحاضر؟ وكيف يكون خرق الحجاب فيه؟ هذا في مثل قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ في أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ ... } [المجادلة: ٨] فأطلعه الله على ما في نفوس القوم.

وفي غزوة مؤتة، وهي الغزوة الوحيدة التي لم يحضرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ومع ذلك سُمِّيت غزوة - لأن الغزوة لا تُقَال إلا للمعركة التي حضرها رسول الله، أما في مؤتة فقد حضرها وشاهدها وهو في المدينة، حيث كشف الله له حجاب الحاضر، فصار يخبر أصحابه في المدينة بما يجري في مؤتة وكأنها رَأْيُ العين.

ويومها تولى القيادة جماعة من كبار الصحابة: زيد بن حارثة، وابن رواحة، وجعفر بن أبي طالب، وخالد بن الوليد، فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول: قُتِل فلان وسقطت الراية، فأخذها فلان وقُتِل وحملها فلان. . إلخ فلما عادوا من الغزوة أخبروا بنفس ما أخبر به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

ثم يقول الحق سبحانه: {ولولا أَن تُصِيبَهُم ... } .

<<  <  ج: ص:  >  >>