وقلنا: إن القرآن الكريم مبنيٌّ في كل آياته وسوره على الوَصْل، لا على الوقف، اقرأ: {- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - gt;مُدْهَآمَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: ٦٤ - ٦٧] .
فلم يقل {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: ٦٥] ويقف، إنما وصل:{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ}[الرحمن: ٦٦] لأن القرآن موصول، لا فصلَ أبداً بين آياته؛ لذلك ليس في القرآن من وقف واجب، إنما لك أن تقف لضيق النفَس، لكن حينما تعيد تعيد بالوصل.
وكذلك القرآن مبنيٌّ على الوَصْل في السور، فحين تنتهي سورة لا تنتهي على سكون، فلم يَقُلْ - سبحانه وتعالى - وإليه ترجعونْ بسكون النون، إنما (تُرْجَعُونَ بسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيم) ليبدأ سورة أخرى موصولة.
فهذه إذن سمة عامة في آيات القرآن وسُوره إلا في الحروف المقطَّعة في أوائل السور، فهي مبنية على الوقف ألفْ لامْ ميمْ هكذا بالسكون ولم يقل: ألفٌ لامٌ ميمٌ على الوَصْل، لماذا؟ لأنها حروف مُقطَّعة، قد يظنها البعض كلمة واحدة، ففصَل بينها بالوقف.
لذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«لا أقول الم حرف. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» وليؤكد هذا المعنى جعلها على الوقف، كل حرف على حدة.