لذلك لما أتيح لي التحدث في هيئة الأمم قلت: إنه لا يمكن أنْ تُحلَّ قضايا العالم الراهنة إلا إذا طبَّقنا مبدأ الخالق - عَزَّ وَجَلَّ - وعُدْنا إلى منهجه الذي وضعه لتنظيم حياتنا، وكيف نضع بيننا هذه الحدود الحديدية والأسلاك الشائكة، وربنا يقول:{والأرض وَضَعَهَا لِلأَنَامِ}[الرحمن: ١٠] .
فالأرض كلُّ الأرض للأنام كل الأنام، ويوم نحقق هذا المبدأ فلن يضيق الرزق بأحد، لأنه إنْ ضاقَ بك هنا طلبته هناك؛ لذلك أكثر الشكوى في عالم اليوم إمَّا من أرض بلا رجال، أو من رجال بلا أرض، فلماذا لا نُحِدث التكامل الذي أراده الله في كونه؟
إذن: فالسير هنا مترتب عليه الاعتبار {كَيْفَ بَدَأَ الخلق ثُمَّ الله يُنشِىءُ النشأة الآخرة ... }[العنكبوت: ٢٠] وما دُمْنا قد آمنا بأن الله تعالى هو الخالق بداية، فإعادة الخَلْق أهون، كما قال سبحانه:{أَفَعَيِينَا بالخلق الأول ... }[ق: ١٥] فيشكُّوا في الخَلْق الآخر؟ لذلك يؤكد الخالق سبحانه هذه القدرة بقوله:
{إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[العنكبوت: ٢٠] .
ثم يقول الحق سبحانه:{يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ ... } .