ثم يقول سبحانه:{وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصيحة ... }[العنكبوت: ٤٠] وهو الصوت الشديد الذي تتزلزل منه الأرض، وهم ثمود {وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض ... }[العنكبوت: ٤٠] أي: قارون {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا ... }[العنكبوت: ٤٠] وهم قوم نوح، وفرعون.
هذه وسائل أربعة لإهلاك المكذِّبين، النار في الحصباء، والهواء في الصيحة، والتراب في الخسف، ثم الماء في الإغراق، ورحم الله الفخر الرازي حين قال في هذه الآية أنها جمعت العناصر التي بها وجود الإنسان والعناصر الأساسية أربعة: الماء والنار والتراب والهواء. وكانوا يقولون عنها في الماضي العناصر الأربعة، لكن العلم فرَّق بعد ذلك بين العنصر والمادة.
فالمادة تتحلَّل إلى عناصر، أمّا العناصر فلا يتحلل لأقل منه، فهو عبارة عن ذرات متكررة لا يأتي منها شيء آخر، فالهواء مادة يمكن أنْ نُحلِّله إلى أكسجين و ... إلخ وكذلك الماء مادة تتكوَّن من عدة عناصر وذرات إلى أن جاء (مندليف) ووضع جدولاً للعناصر، وجعل لكل منهما رقماً أسماها الأرقام الذرية، فهذا العنصر مثلاً رقم واحد يعني: يتكون من ذرة واحدة، وهذا رقم اثنين يعني يتكون من ذرتين. . إلخ إلى أنْ وصل إلى رقم ٩٣، لكن وجد في وسط هذه الأرقام أرقاماً ناقصة اكتشفها العلماء فيما بعد.
فمثلاً، جاءت مدام كوري، واكتشفت عنصر الراديوم، فوجدوا