فلما قرأت عليه القرآن صادف منه قلبه صافياً، وفطرة نقية نفضت عنه عصبية الجاهلية الكاذبة فانفعل للآيات وباشرتْ بشاشتها قلبه فأسلم.
لذلك أمر الحق سبحانه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنْ يجهر بالدعوة، وأنْ يصدع بما يُؤمر، لعلَّ السامع تصادفه فترة تنبه لفطرته، كما حدث مع عمر.
وحين نلحظ الفاء في بداية هذه الآية {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى ... }[الروم: ٥٢] نجد أن التقدير: فلا تحزن، ولا يهولنك إعراضهم؛ لأنك ما قصرْتَ في البلاغ، إنما التقصير من المستقبل؛ لأنهم لم يقبلوا الروح السامية التي جاءتهم، بل نفروا من السماع، وتناهوا عنه، كما حكى القرآن عنهم:{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}[فصلت: ٢٦] .