شيء، فتقول له: أنت أعمى؟ لماذا، لأنه وإنْ كان صحيح العينين، إلا أنه لم يستعملها في مهمتهما، فهو والأعمى سواء.
وهؤلاء القوم وصفهم الله بأنهم أولاً في حكم الأموات، ثم هم مصابون بالصمم، فلا يسمعون البلاغ، وتكتمل الصورة بأنهم عُمْى لا يروْنَ آيات الإعجاز في الكون، وليتهم صُمٌّ فحسب، فالأصم يمكن أن تتفاهم معه بالإشارة فينتفع بعينيه إنْ كان مقبلاً عليك، لكن ما الحال إذا كان مدبراً، كما قال تعالى:{إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ}[الروم: ٥٢] يعني: أعطوْكَ ظهورهم، إذن: لم يَعُدْ لهم منفذ للتلقي ولا للإدراك، فهم صُم بُكْم، وبالإدبار تعطلت أيضاً حاسة البصر، فلا أملَ في مثل هؤلاء، ولا سبيل إلى هدايتهم.