فلا يبالي حتى لو سار على الشوك، أو اعترضته المخاوف والأخطار.
والوحي لقاء بشري بملكي، فإما أنْ ينتقل الرسول إلى مرتبة الملَك، أو ينتقل الملك إلى مرتبة البشر، وهذا التقارب لم يحدث في بداية نزول الوحي فأجهد رسول الله واحتاج إلى هذه الراحة بانقطاع الوحي.
لذلك يقول سبحانه:{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الذي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}[الشرح: ٢ - ٣] أي: جعلناه خفيفاً لا يجهدك، ويقول سبحانه في الرد عليهم:{والضحى والليل إِذَا سجى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى}[الضحى: ١ - ٣] .
فعجيب أنْ يقولوا:«إن رب محمد قلاه» فيعترفون برب محمد ساعة الشدة والضيق الذي نزل به، فأشمتهم فيه حتى قالوا: إن رب محمد جفاه، فلما وصله ربه بالوحي ودعاهم إلى الإيمان كفروا وكذَّبوا.