للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آلموكم وآذوكم بألسنتهم، وقالوا لكم: أعطونا حقنا، فقد حاربنا معكم، ولولا نحن ما انتصرتُمْ على عدوكم، إلى غير ذلك من التطاول بالقول والإيذاء والتأنيب.

وهذا كله من معاني (السلق) ومنه: سلق اللحم ونحوه، وهو أنْ يغلي في الماء دون أنْ تضيف إليه شيئاً، ومثله السلخ، فكلها معانٍ تلتقي في الإيلام.

وعادةً ما تجد في اللغة إذا اشترك اللفظان في حرفين، واختلفا في الثالث تجد أن لهما معنى عاماً يجمعهما كما في سلق وسلخ، وفي: قطف، وقطر، وقطم. وكلها تلتقي في الانفصال.

وقوله تعالى: {بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ. .} [الأحزاب: ١٩] حداد يعني: حادة فصيحة بملء الفم، كما في قوله تعالى: {فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} [ق: ٢٢]

ومعنى {أَشِحَّةً عَلَى الخير. .} [الأحزاب: ١٩] بعد أنْ قال {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ. .} [الأحزاب: ١٩] أكدَّ هذا المعنى بقوله {أَشِحَّةً عَلَى الخير. .} [الأحزاب: ١٩] أي: في عمومه.

{أولئك لَمْ يُؤْمِنُواْ. .} [الأحزاب: ١٩] لأنهم لو آمنوا لَعلموا أن الشحَّ، شُحَّ عليهم هم، وليس في صالحهم؛ لأن الكريم يستزيد من الله العطاء، أما الشحيح فليس له زيادة؛ لذلك يقول تعالى: {هاأنتم هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ... } [محمد: ٣٨]

وربك حين يراك تنفق مما أعطاك يزيدك؛ لأنك مؤتمن على الرزق؛ لذلك يقول أحد الصالحين: اللهم إنك عوّدتني خيراً، وعوَّدْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>