والذي يدلُّنا على أن هذه المسألة كانت ترتيباً ربانياً صِرْفاً ما نجده من الرياضية الإيمانية بين كل من سيدنا رسول الله، ومولاه زيد، وابنة عمته زينب، فقد جمعهم الثلاثة رياضة إيمانية كما نقول نحن الآن: فلان عنده روح رياضية.
يعني: يتقبل الهزيمة بروح عالية بدون عداوات أو أحقاد، فلقد انصاع الجميع لأمر الله بهذه الروح الإيمانية.
أما الذين يأخذون من قوله تعالى في حق رسوله {وَتَخْشَى الناس والله أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ... }[الأحزاب: ٣٧] يأخذونها سُبَّة في حقِّ الرسول، فعليهم أنْ يعلموا أنَّ الخشية نوعان: خشية من شيء تخاف أنْ يضرك، وخشية استحياء، فالخشية في {وَتَخْشَى الناس ... }[الأحزاب: ٣٧] خشية استحياء، ويكفي أن الحق سبحانه قال في حق رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:{إِنَّ ذلكم كَانَ يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ والله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحق ... }[الأحزاب: ٥٣] .
فالخشية هنا تعني خَوْف رسول الله من ألسنة الكفار التي ستخوض في حقه، والتي ستقول إن محمداً تزوَّج من امرأة مُتبنَّأه، لكن غاب عن هؤلاء أن الله تعالى ألغي مسألة التبني، فليس لهم