للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: «ثم يميتكم» . . فإن أحدا لا يشك في أنه سيموت. . الموت مقدر على الناس جميعا. . والخلق من العدم واقع بالدليل. . والموت واقع بالحس والمشاهدة. .

إن قضية الموت هي سبيلنا لمواجهة أي ملحد. . فإن قالوا إن العقل كاف لإدارة الحياة. . وأنه لا يوجد شيء اسمه غيب. . قلنا: الذي تحكم في الخلق إيجادا، هو الذي يتحكم فيه موتا. . والحياة الدنيا هي مرحلة بين قوسين. . القوس الأول هو أن الله يخلقنا ويوجدنا. . وتمضي رحلة الحياة إلى القوس الثاني. . الذي تخمد فيه بشريتنا وتتوقف حياتنا وهو الموت. أي أننا في رحلة الحياة من الله وإليه. . إذن فحركة الحياة الدنيا هي بداية من الله بالحق ونهاية بالموت.

. إنهم عندما تحدثوا عن أطفال الأنابيب. . وهي عملية لعلاج العقم أكثر من أي شيء آخر. . ولكنهم صوروها تصويرا جاهليا. . وكل ما يحدث أنهم يأخذون بويضة من رحم الأم التي يكون المهبل عندها مسدودا أو لا يسمح بالتلقيح الطبيعي. . يأخذون هذه البويضة من رحم الأم. . ويخصبونها بالحيوانات المنوية للزوج. . ثم يزرعونها في رحم الأم.

إنهم أخذوا من خلق الله وهي بويضة الأم والحيوان المنوي من الرجل. . وكل ما يفعلونه هو عملية التلقيح ومع ذلك يسمونه أطفال الأنابيب. . كأن الأنبوبة يمكن أن تخلق طفلا!! والحقيقة غير ذلك. . فبويضة الأم، والحيوان المنوي للرجل هما من خلق الله. . وهم لم يخلقوا شيئا. . أننا نقول لهم: إذا كنتم تملكون الموت والحياة فامنعوا إنسانا واحدا أن يموت. . بدلا من إنفاق ألوف الجنيهات في معالجة عقم قد ينجح أو لا ينجح. . ابقوا واحدا على قيد الحياة. . ولن يستطيعوا. .

إن الموت أمر حسي مشاهد. . ولذلك فمن رحمة الله بالعقل البشري بالنسبة للأحداث الغيبية أن الله سبحانه وتعالى قربها لنا بشيء مشاهد. . كيف؟ . . عندما ينظر الإنسان إلى نفسه وهو حي. . لا يعرف كيف أحياه الله وكيف خلقه. . الله سبحانه وتعالى ذكر لنا غيب الخلق في القرآن الكريم فقال جل جلاله أنه خلق الإنسان من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون ثم نفخ فيه من روحه. .

<<  <  ج: ص:  >  >>