ونستطيع أن نمضي في ذلك بلا نهاية فنعم الله لا تعد ولا تحصى. . وكل واحدة منها تدلنا على وجود الحق سبحانه وتعالى، وتعطينا الدليل الايماني على ان لهذا الكون خالقاً مبدعاً. . وانه لا أحد يستطيع أن يدعي أنه خلق الكون أو خلق ما فيه. . فالقضية محسومة لله. . و {الحمد للَّهِ} لأنه وضع في نفوسنا الإيمان الفطري ثم أيده بإيمان عقلي بآياته في كونه.
بل إن كل شيء في هذا الكون يقتضي الحمد، ومع ذلك فإن الانسان يمتدح الوجود وينسى الموجود!! فأنت حين ترى زهرة جميلة مثلا أو زهرة غاية في الإبداع.
. أو أي خلق من خلق الله يشيع في نفسك الجمال تمتدح هذا الخلق. . فتقول: ما أجمل هذه الزهرة أو هذه الجوهرة أو هذا المخلوق. . ولكن المخلوق الذي امتدحته، لم يعط صفة الجمال لنفسه. . فالزهرة لا دخل لها أن تكون جميلة أو غير جميلة، والجوهرة لا دخل لها في عظمة خلقها. . وكل شيء في هذا الكون لم يضع الجمال لنفسه وانما الذي وضع الجمال فيه هو الله سبحانه وتعالى، فلا نخلط ونمدح المخلوق وننسى الخالق. . بل قل: الحمد لله الذي أوجد في الكون ما يذكرنا بعظمة الخالق ودقة الخلق.
ومنهج الله سبحانه وتعالى يقتضي منا الحمد، لان الله أنزل منهجه ليرينا طريق الخير ويبعدنا عن طريق الشر.
فمنهج الله الذي أنزله على رسله قد عرفنا ان الله تبارك وتعالى هو الذي خلق لنا هذا الكون وخلقنا. . فدقة الخلق وعظمته تدلنا على أن هناك خالقاً عظيماً. . ولكنها لا تستطيع أن تقول لنا من هو، ولا ماذا يريد منا. ولذلك أرسل الله رسله، ليقولوا لنا إن الذي خلق هذا الكون وخلقنا هو الله تبارك وتعالى وهذا يستوجب الحمد.
ومنهج الله بين لنا ماذا يريد الحق منا، وكيف نعبده. . وهذا يستوجب الحمد. ومنهج الله جل جلاله أعطانا الطريق وشرع لنا اسلوب حياتنا تشريعاً حقاً. . فالله تبارك وتعالى لا يفرق بين أحد منا. . ولا يفضل أحداً على احد إلا بالتقوى، فكلنا خلق متساوون أمام الله جل جلاله. .
إذن: فشريعة الحق، وقول الحق، وقضاء الحق، هو من الله، أما تشريعات