للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن الله يريد أن يُرينا تأييد الله لرسوله، في موقف إنهاكه وكيف يقف من جبار قريش هذا الموقف، هذا الجبار هو «أبي بن خلف الجمحي» وكانت عنده رَمَكة فيقول لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: هذه الرمكة أنا أعلفها كل يوم فَرَقاً من ذرة لأقتلك عليها. فيقول له رسول الله قولة الواثق من أن ربه لن يخذله: «بل أنا أقتلك إن شاء الله» .

لم يلتق هذا الرجل مع رسول الله وهو في قوته، ولكنه جاء لرسول الله وهو في هذا الموقف الذي أثخنته فيه الجراح وكسرت رباعيته ودخلت خلقتا المغفر في وجنتيه وسال دمه. وبعد ذلك يأتي إليه هذا الرجل «أبي بن خلف الجمحي» وهو يقول: أين محمد؟ لا نجوت إن نجا، فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟

فيشير إليهم رسول الله أن اسكتوا. إنه - رسول الله - لايريد قوة لقوة، ولكنه علم أن أُبَيّاً قد عرف أن رسول الله منهك فجاء في هذا الوقت، فأخذ رسول الله الحربة، وضرب أبي بن خلف بها فنالت منه، فسقط من على فرسه يخور كما يخور الثور، فقال له أصحابه: «لا بأس عليك يا أُبيّ، ما أجزعك: إنما هو خدش» .

وهذا الذي قتله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هو الذي اشتد عليه غضب الله تعالى لما رواه ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قال: «اشتد غضب الله على مَنْ قتله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيده في سبيل الله واشتد غضب الله على قول دَمَوْا وجه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» .

ولننظر كيف أن الذين عادوا رسول الله صلى عليه وسلم استكبارا وعنادا، ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>