النعم مستمرة لهم بعطاء ربوبيه. . فلا الشمس تستطيع أن تغيب وتقول لن أشرق ولا النجوم تستطيع أن تصطدم بعضها ببعض في الكون، ولا الأرض تستطيع أن تمنع إنبات الزرع. . ولا الغلاف الجوي يستطيع أن يبتعد عن الأرض فيختنق الناس جميعا. .
اذن فالله سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون فلا تستطيع اى قوى تخدم الانسان ان تمتنع عن خدمته. . لأن الله سبحانه وتعالى مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق. . انه رب العالمين وهذه توجب الحمد. . ان يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه، بل جعله سيدا في كونه. . ولذلك فإن الانسان المؤمن لا يخاف الغد. . وكيف يخافه والله رب العالمين. اذا لم يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين.
. واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين. . واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه.
فالحق سبحانه وتعالى يحمد على انه رب العالمين. . لا شيء في كونه يخرج عن مراده الفعلي. . اما عطاء الالوهية فجزاؤه في الاخرة. . فالدنيا دار اختبار للايمان، والاخرة دار الجزاء. . ومن الناس من لا يعبد الله. . هؤلاء متساوون في عطاء الربوبية مع المؤمنين في الدنيا. . ولكن في الآخرة يكون عطاء الالوهية للمؤمنين وحدهم. . فنعم الله لأصحاب الجنة، وعطاءات الله لمن آمن. . واقرأ قوله تبارك وتعالى. {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرزق قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الحياة الدنيا خَالِصَةً يَوْمَ القيامة كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٢] على ان الحمد لله ليس في الدنيا فقط. . بل هو في الدنيا والاخرة. . الله محمود دائما. . في الدنيا بعطاء ربوبيته لكل خلقه. . وعطاء الوهيته لمن آمن به وفي الاخرة بعطائه للمؤمنين من عباده. . واقرأ قوله جل جلاله: