فأنا أنفذ. عندما أراد أن أضرب واحداً لم أمتنع. ويعترف اللسان بسبّه لفلان، أو مدحه لآخر، إذن فكل هذه ولاية القادرية من الإرادة على المقدورات من الجوارح. لكن إذا ما ذهبت إلى من وهب القادرية للإرادة؛ فلا يوجد أحد له إرادة. فكأن الجوارح حين تصنع غير مرادات اللله بحكم أنها خاضعة للمريد وهو غير طائع تكون كارهة؛ لذلك تفعل أوامر صاحبها وهي كارهة، فإذا ما انحلت إرادته وجدت الفرصة فتقول ما حدث:{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قالوا أَنطَقَنَا الله الذي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت: ٢١] .
«يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تُسوَّي بهم الأرض» ، لأن الكافر سيقول:{ياليتني كُنتُ تُرَاباً}[النبأ: ٤٠] .
ويقول الحق بعد ذلك:{يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة ... } .