للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«هي النخلة» قال عبد الله: فحدّثْتُ أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قلتها أحبُّ إليَّ من أن يكون لي كذا وكذا «.

وللنخلة فوائد كثيرة، فكل ما نأخذه منها نجد له فائدة حتى الليف حولها يحمل الجريد نأخذه ونصنع منه مكانس وليفاً و» مقاطف «و» كراسي «.

وحينما يطلب سبحانه وتعالى مثالاً على شيء معنوي فهو يأتي بالشيء المحس في البيئة العربية.

{وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} و «الفتيل» من «الفتلة» ومن معناها: الشيء بين الأصابع، فأنت حين تدلك أصابعك مهما كانت نظيفة يخرج بعض «الوساخات مِثل الفتلة» ، أو «الفتيل» هو: الخيط في شق نواة البلحة ونواة التمرة، جاء سبحانه وتعالى في القرآن بثلاثة أشياء متصلة بالنواة.

ب «الفتيل» هنا، وجاء ب «النقير» : وهو النقرة الصغيرة في ظهر النواة ومأخوذة من المنقار، كأنها منقورة، وجاء ب «قطمير» : وهي القشرة التي تلف النواة، مثل قشرة البيض الداخلية وهي قشرة ناعمة، إذن ففي النواة ثلاثة أشياء استخدمها الله. الفتيل و «النقير» ، و «القطمير» .

والحق يقول: {فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ الناس نَقِيراً} [النساء: ٥٣] .

إذن فالحق سبحانه وتعالى أخذ من النواة ثلاثة أشياء ويعطينا من الشيء المحس أمامنا أمثالاً يراها العربي في كل وقت أمامه ويأخذ الحق أيضاً أمثالا من السماء فيأتينا بمثل: «الهلال» ، يقول في الهلال وهو صغير: {كالعرجون القديم} [يس: ٣٩] .

فسباطة البلح فيها شماريخ، وفيها يد تحمل الشماريخ، فهذا اسمه «العرجون» ، والعرجون عندما يكون جديداً يكون مستقيماً، لكنه كلما

<<  <  ج: ص:  >  >>