{يسقى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا على بَعْضٍ فِي الأكل إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الرعد: ٤] .
فالفلفل يأخذ المادة المناسبة للحريفية، والقصب يأخذ المادة التي تصنع حلاوته، والرمان يأخذ المادة الحمضية. هذا هو الانتخاب الإلهي.
{وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً} وساعة تسمع «كان الله» فإياك أن تتصور أن ل «كان» هنا ملحظاً في الزمن، فعندما نقول بالنسبة للبشر «كان زيد غنياً» فزيد من الأغيار وقد يذهب ثراؤه. لكن عندما نقول «كان الله» فإننا نقول: «كان الله ومازال» ، لأن الذي كان ويتغير هو من تدركه الأغيار. وسبحانه هو الذي يُغَيِّر ولا يَتَغَيَّر، وموجود منذ الأزل وإلى الأبد. وحين أوضح لنا سبحانه الشفاعة وأمرنا أن يعدي الواحد منا مواهبه إلى غيره فذلك حتى تتساند قدرات المجتمع لأنه يربب الفائد للعبد المؤمن ويرببها للجميع.
ويقول الحق بعد ذلك:{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ ... } .