للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدث هذا بمجرد خروجهم من البحر سالمين. . موسى عليه السلام أخذ النقباء وذهب لميقات ربه. وترك أخاه هارون مع بني إسرائيل. . وبنو إسرائيل عندما كانوا في مصر. . وكانوا يخدمون نساء آل فرعون. . أخذوا منهن بعض الحلي والذهب خلسة. . ومع أن فرعون وقومه متمردون على الله تبارك وتعالى. . فإن هذا لا يبرر سرقة حلي نسائهم. . فنحن لا نكافئ من عصى الله فينا بأن نعصي الله فيه. . ونصبح متساويين معهم في المعصية. . ولكن نكافئ من عصى الله فينا بأن نطيع الله فيه. .

وأبو الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه حينما بلغه أن شخصا سبه. . بعث له كتابا قال فيه. . يا أخي لا تسرف في شتمنا. . واجعل للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه. . بنو إسرائيل سرقوا بعض حلي نساء آل فرعون. . فجعلها الله فتنة لإغوائهم. . وزين لهم الشيطان أن يصنعوا منها عجلا يعبدونه. . صنعه لهم موسى السامري الذي رباه جبريل. . فأخذ الحلي وصهرها ليجعلها في صورة عجل له خوار. . وقال لهم هذا إلهكم وإله موسى.

أتعرف لماذا فتنهم الله سبحانه وتعالى بالعجل؟

لأن الذهب المصنوع منه العجل من أصل حرام. . والحرام لا يأتي منه خير مطلقا. . ولابد أن نأخذ العبرة من هذه الواقعة. . وهي أن الحرام ينقلب على صاحبه شراً ووبالا، إن كان طعامك حراما يدخل في تكوين خلاياك ويصبح في جسدك الحرام. . فإذا دخل الحرام إلى الجسد يميل فعلك إلى الحرام. . فالحرام يؤرق الجسد ويسوقه إلى المعاصي. .

يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {ياأيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صَالِحاً} وقال تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ واشكروا للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ، ثم ذكر، الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأَنَّى يستجاب لذلك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>