السلام. . أو من قول الحواريين نحن أنصار الله في قوله تعالى:{فَلَمَّآ أَحَسَّ عيسى مِنْهُمُ الكفر قَالَ مَنْ أنصاري إِلَى الله قَالَ الحواريون نَحْنُ أَنْصَارُ الله آمَنَّا بالله واشهد بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٥٢]
أما الصابئة فقد اختلف العلماء فيهم. . قال بعضهم هم أتباع نوح ولكنهم غيروا بعده وعبدوا من دون الله الوسائط في الكون كالشمس والقمر والكواكب. . أو الصابئة هم الذين انتقلوا من الدين الذي كان يعاصرهم إلى الدين الجديد. . أو هم جماعة من العقلاء قالوا ما عليه قومنا لا يقنع العقل. . كيف نعبد هذه الأصنام ونحن نصنعها ونصلحها؟ .
. فامتنعوا عن عبادة أصنام العرب. . فقالوا عنهم إنهم صبئوا عن دين آبائهم. . أي تركوه وآمنوا بالدين الجديد. . وأيا كان المراد بالصابئين فهم كل من مال عن دينه إلى دين آخر.
أننا نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى. . جاء بالصابئين في سورة البقرة متأخرة ومنصوبة. . وفي سورة المائدة متقدمةً ومرفوعةً. . نقول هذا الكلام يدخل في قواعد النحو. . الآية تقول:{إِنَّ الذين آمَنُواْ} . . نحن نعرف أَنَّ (إِنَّ) تنصب الاسم وترفع الخبر. . فالذين مبني لأنه إسم موصول في محل نصب إسم لأن:{والذين هَادُواْ} معطوف على الذين آمنوا يكون منصوباً أيضاً. . والنصارى معطوف أيضا على إسم إن. . والصابئين معطوف أيضا ومنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. .
نأتي إلى قوله تعالى:{مَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر} . هذه مستقيمة في سورة البقرة إعرابا وترتيبا. . والصابئين تأخرت عن النصارى لأنهم فرقة قليلة. . لا تمثل جمهرة كثيرة كالنصارى. . ولكن في آية المائدة تقدمت الصابئون وبالرفع في قوله تعالى:{إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ} . . الذين آمنوا إسم إن والذين هادوا معطوف. . و «الصابئون» كان القياس إعرابيا أن يقال والصابئين. . وبعدها النصارى معطوفة. . ولكن كلمة (الصابئون) توسطت بين اليهود وبين