مدار العام أو في شهري رجب وشعبان. . وهناك من يحج مرة ومن يحج مرات. . وهناك من يلتزم بحدود الزكاة ومن يتصدق بأكثر منها.
إذن كل التكاليف التي كلفنا الله بها في وسعنا وأقل من وسعنا. . ولا يقال أن العصر قد اختلف، فنحن الذين نعيش هذا العصر. . بكل ما فيه من متغيرات نقوم بالتكاليف ونزيد عليها دون أي مشقة، والله سبحانه وتعالى رفع فوق بني إسرائيل الطور رحمة بهم. . تماما كما يمسك الطبيب المشرط ليزيل صديداً تكوَّن داخل الجسد. . لأن الجسد لا يصح بغير هذا.
لذلك عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يصيب بفضله ورحمته بني إسرائيل رغم أنوفهم. . رفع فوقهم جبل الطور الموجود في سيناء. . وقال لهم تقبلوا التكليف أو أطبق عليكم الجبل. . تماما كما أهلك الله تبارك وتعالى الذين كفروا ورفضوا الإيمان وقاوموا الرسل الذين من قبلهم. . قد يقول البعض إن الله سبحانه وتعالى أرغم اليهود على تكليف وهو القائل:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدين قَد تَّبَيَّنَ الرشد مِنَ الغي}[البقرة: ٢٥٦]
نقول إن الله جل جلاله لم يرغم أحدا على التكليف. . ولكنه رحمة منه خيرهم بين التكليف وبين عذاب يصيبهم فيهلكهم. . وهذا العذاب هو أن يُطْبقَ عليهم جبل الطور. . إذن المسألة ليس فيها إجبار ولكن فيها تخيير. . وقد خُيِّرَ الذين من قبلهم بين الإيمان والهلاك فلن يصدقوا حتى أصابهم الهلاك. . ولكن حينما رأى بنو إسرائيل الجبل فوقهم خشعوا ساجدين على الأرض. . وسجودهم دليل