للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحق فاعفوا واصفحوا حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ} [لبقرة: ١٠٩]

إذن فهناك أمر خفي هو: {حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ} [البقرة: ١٠٩]

وسبحانه قد أمر بأن يتركهم الرسول مع الصفح والعفو لمرحلة قادمة يأتي فيها الأمر بتأديبهم. وهذه عملية إنسانية فطرية عرفها العربي الجاهلي وخَبَرها قبل أن يأتي الإسلام؛ فقد كان العربي يحسن إلى عدوه مرة وثانية وثالثة، وعندما يجد أن الإحسان لم يثمر ثمرته؛ يقاتل العدو، وكما قال الشاعر:

أناة فإن لم تغن قدم بعدها ... وعيداً فإن لم يغن أغنت عزائمه

من الحلم أن تستعمل الحزم دونه ... إذا لم يسع بالحلم ما أنت عازمه

وقال الشاعر:

صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان

عسى الأيام أن يرجع ... ن قوماً كالذي كانوا

فلما صَرَّحَ الشر ... وأضحى وهو عريان

مشينا مشية الليث ... غَدَا والليث غضبان

بضرب فيه تأييم ... وتفجيع وإرنان

وطعن كفم الزق ... غَدَا والزق ملآن

وفي الشر نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان

وبعض الحلم عند الجه ... ل للذلة إذعان

ومثل ما جرى للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مع اليهود، حدث مع النصارى واورد الحق سبحانه وتعالى هذا فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>