للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخرون أن هناك آية في سورة المائدة تقول: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذلك مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القردة والخنازير وَعَبَدَ الطاغوت أولئك شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ السبيل} [المائدة: ٦٠]

إذن هذه قضية قوم غضب الله عليهم ومسخهم قردة وخنازير وعبدة الطاغوت. . ولقد أخبرنا الله جل جلاله أن اليهود مسخوا قردة. . ولكنه لم يقل لنا أنهم مسخوا خنازير. . فهل مسخوا قردة؟ ثم بعد ذلك إزداد غضب الله عليهم ومسخوا خنازير؟ وهل نقلهم الله من إنسانية إلى بهيمية في القيم والإرادة والخلقة؟

نقول علينا أولا أن ننظر إلى البهيمية التي نقلهم الله إليها. . نجد أن القردة هي الحيوان الوحيد المفضوح العورة دائما. . وإن عورته لها لون مميز عن جسده.

. وأنه لا يتأدب إلا بالعصا. . واليهود كذلك لم يقبلوا المنهج إلا عندما رفع فوقهم جبل الطور. . وما هم فيه الآن ليس مسخ خلقه ولكن مسخ خُلُق. . والخنازير لا يغارون على أنثاهم وهذه لازمة موجودة في اليهود. . وعبدة الطاغوت. . الطاغوت هو كل إنسان تجاوز الحد في البغي والظلم. . وعباد الطاغوت هم الطائعون لكل ظالم يعينونه على ظلمه وهم كذلك.

إذن فعملية المسخ هذه سواء تمت مرة واحدة أو على مرتين مسألة شكلية. . ولكن الله سبحانه وتعالى أعطانا في الآية التي ذكرناها في سورة المائدة سمات اليهود الأخلاقية. . فكأنهم مسخوا خلقه ومسخوا أخلاقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>