للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستدل على قاتله. . فإن قرية القتيل وأهله يأخذون خمسين رجلا من أعيان القرية التي وجدت بجوارها الجثة. . فيلقوا اليمين بأنهم ما قتلوه. . ولا علموا قاتله. . وإذا كان الأعيان والأكابر أقل من خمسين رجلا. . تكررت الأيْمان حتى تصير خمسين يمينا. . فيحلفون أنهم ما قتلوه ولا يعرفون قاتله. . عندما يتحمل بيت المال دية القتيل. .

ولكن الله كان يريد شيئا آخر. . يريد أن يرد بهذه الجريمة على جحود بني إسرائيل باليوم الآخر. . ويجعل الميت يقف أمامهم وينطق اسم قاتله. . ويجعلهم يرون البعث وهم أحياء. . ولذلك قال سبحانه وتعالى: {والله مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} . . أي أن بني إسرائيل أو أولئك الذين ارتكبوا الجريمة دبروها على أن تبقى في طي الكتمان فلا يعلم أحد عنها شيئا. . ولذلك جاء الشاب وقتل عمه دون أن يراه أحد. . ثم حمل الجثة خفية في ظلام الليل وخرج بها فلم يلتفت أحد إليه. . ثم ذهب إلى قرية مجاورة وألقى بالجثة على باب القرية وأهلها نائمون وانصرف عائدا. .

كانت كل هذه الخطوات في رأيه ستجعل الجريمة غامضة لا تنكشف أبدا ولا يعرف سرها أحد. ولكن الله تبارك وتعالى أراد غير ذلك. . أراد أن يكشف الجريمة بطريقة لا تحتمل الجدل، وفي نفس الوقت يرد على جحود بني إسرائيل للبعث. . بأن يريهم البعث وهم أحياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>