إذن فطريق الفلاح كان مكتوباً في التوراة والإنجيل، وكان الأمر باتباع محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النبي الأمي موجوداً في الكتب السابقة على القرآن، وكانت البشارة بمحمد رسولا من عند الله يأمر بكل الخير وينهى عن كل الشر ويحل للناس كافة الأشياء التي تُحْسِن الفطرة الإنسانية استقبالها، ويحرم عليهم أن يزيفوا ويغيروا المنهج الذي جاء به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وألا يستسلموا للعناد، فقد جاء محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليزيل عنهم عبء تزييف المنهج. فمن اتبع نور رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أحس بالنجاة والفوز. ومن لم يتبع هذا النور فهو الخارج عن طاعة كتاب السماء. ومحاولة إنكار رسالة رسول الله محكوم عليها بالفشل، فالعارفون بالتوراة والإنجيل يعرفون وصف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من هذه الكتب. {الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحق وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة: ١٤٦]
ونعلم جميعاً ما فعله عبد الله بن سلام عندما جاء إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليعلن إسلامه. قال عبد الله بن سلام:
- لأنا أشد معرفة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ منّي بابني.
فقال عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: - وكيف ذلك يا ابن سلام؟ .
قال عبد الله بن سلام: لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً ويقيناً وأنا لا أشهد