الذي فيه مقارعة الحجة. بالحجة يمكن فيه الجدال ولو زيفا. . ولذلك جاء بالحجة البالغة التي لا يستطيع النمرود أن يجادل فيها:{قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ الله يَأْتِي بالشمس مِنَ المشرق فَأْتِ بِهَا مِنَ المغرب فَبُهِتَ الذي كَفَرَ والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين}[البقرة: ٢٥٨]
هذا هو معنى الحاجّة. . كل طرف يأتي بحجته، وما داموا يحاجونكم عند ربكم وهم يعتقدون أن القضية لن تمر أمام الله بسلام لأنه رب الجميع وسينصف المظلوم من الظالم. . إذا كانت هذه هي الحقيقة فهل أنتم تعملون لمصلحة أنفسكم؟ الجواب لا. . لو كنتم تعلمون الصواب ما كنتم وقعتم في هذا الخطأ فهذا ليس فتحا. .
وقوله تعالى:{أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} ختام منطقي للآية. . لأن من يتصرف تصرفهم ويقول كلامهم لا يكون عنده عقل. . الذي يقول {لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ} يكون مؤمنا بأن له ربا، ثم لا يؤمن بهذا الإله ولا يخافه لا يمكن أن يتصف بالعقل.