قال الحق ذلك مع أنه قال:{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . حتى نفهم الأمر علينا أن نعرف أن الوزر الأول هو وزر الضلال؛ والثاني هو وزر الإضلال.
{وَلاَ تتبعوا أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ} أي لا تقلدوا أناساً اتبعوا الهوى. والهوى هو لُطف موقع الشيء وقربه إلى النفس فيصنعه الإنسان على طريقة لا تنبغي. ولذلك كل كلمة «هوى» في القرآن جاءت في مجال الخسران والضلال. وعندما نقرأ قوله الحق:{وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله} .
وهو القائل سبحانه:{واتبع هَوَاهُ فتردى} .
وقد جاء الهوى في قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به»
أي المطلوب أن يطوِّع الإنسان هواه لمطلوب الله. وما دام قدْ طوِّع هواه لمطلوب الله، فهذا يعني أن هواه الشخصي قد امتنع. {وَلاَ تتبعوا أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل} . إن هذا هو النهي عن اتباع الهوى الذي يضل ويكون سبباً في الإضلال عن سواء السبيل.