إذن فالتولي هو الإعراض. . والحق سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بين لنا أن الإعراض يتم بنوايا مختلفة. . المقاتل يوم الزحف يعرض أو يتولى ليس بنية الهرب من المعركة. . ولكن بنية أن يذهب ليقاتل في مكان آخر أو يعاون إخوانه الذين تكاثر عليهم الأعداء. . هذا إعراض ولكن ليس بنية الهرب من المعركة. . ولكن بنية القتال بشكل أنسب للنصر. .
نفرض أن إنسانا مدين لك رأيته وهو قادم في الطريق فتوليت عنه. . أنت لم تعرض عنه كرها. . ولكن رحمة لأنك لا تريد المساس بكرامته. . إذن هناك تولٍّ أو إعراض ليس بنية الإعراض. والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن هؤلاء اليهود تولوا بنية الإعراض، ولم يتولوا بأي نية أخرى. . أي أنهم أعرضوا وهم متعمدون أن يعرضوا. . وليس لهدف آخر.