هكذا نعلم أن النار «عين اليقين» يراها المؤمن والكافر، والنار ك «حق اليقين» يعانيها ويعذب بها الكافر فقط، أما المؤمن في الجنة فيحس «حق اليقين» لأنه يعيش ويسعد بنعيمها. ويصور سبحانه ذلك في قوله:{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين لَتَرَوُنَّ الجحيم ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين}[التكاثر: ٥ - ٧] .
وماذا يصنعون وهم المكذبون عندما يرون النار عين اليقين؟ لا بد أنهم يخافون أن يعانوا منها عندما تصبح حق اليقين، لذلك يقولون:{ياليتنا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين}[الأنعام: ٢٧] .
إنهم يتمنون العودة إلى الدنيا ليستأنفوا الإيمان. والتمني في بعض صوره هو طلب المستحيل غير الممكن للإشعار بأن طالبه يحب أن يكون، كقول القائل:
ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب
أو قول القائل:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدحٍ فما أرضى لكم كلمى