الإنسان الظالم يظلم الناس ولا يخشى الله. . يذكرونه بقدره الله وقوة الله فلا يلتفت. . يختم الله على قلبه. . كذلك الإنسان الفاسق الذي لا يترك منكرا إلا فعله. . ولا إثما إلا ارتكبه. . ولا معصية إلا أسرع إليها. . لا يهديه الله. . أكنت تريد أن يبدأ هؤلاء الناس بالكفر والظلم والفسوق ويصرون عليه ثم يهديهم الله؟ يهديهم قهرا أو قَسْراً، والله سبحانه وتعالى خلقنا مختارين؟ طبعا لا. . ذلك يضع الاختيار البشري في أن يطيع الإنسان أو يعصى.
والحق تبارك وتعالى أثبت طلاقة قدرته فيما نحن مقهورون فيه. . في أجسادنا التي تعمل أعضاؤها الداخلية بقهر من الله سبحانه وتعالى وليس بإرادة منا كالقلب والتنفس والدورة الدموية. . والمعدة والأمعاء والكبد. . كل هذا وغيره مقهور لله جل جلاله. . لا نستطيع أن نأمره ليفعل فيفعل. . وأن نأمره ألا يفعل فلا يفعل. . وأثبت الله سبحانه وتعالى طلاقة قدرته فيما يقع علينا من أحداث في الكون. . فهذا يمرض، وهذا تدهمه سيارة، وهذا يقع عليه حجر. . وهذا يسقط، وهذا يعتدي عليه إنسان. . كل الأشياء التي تقع عليك لا دخل لك فيها ولا تستطيع أن تمنعها. . بقى ذلك الذي يقع منك وأهمه تطبيق منهج الله في افعل ولا تفعل. . هذا لك اختيار فيه.
إن الله سبحانه وتعالى أوجد لك هذا الاختيار حتى يكون الحساب في الآخرة عدلا. . فإذا اخترت الكفر لا يجبرك الله على الإيمان. . وإذا اخترت الظلم لا يجبرك الله على العدل. . وإذا اخترت الفسوق لا يجبرك الله على الطاعة. . إنه يحترم اختيارك لأنه أعطاك هذا الاختيار ليحاسبك عليه يوم القيامة.
لقد أثبت الله لنفسه طلاقة القدرة بأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ولكنه سبحانه قال إنه لا يهدي القوم الكافرين ولا القوم الظالمين ولا القوم الفاسقين. . فمن يرد أن يخرج من هداية الله فليكفر أو يظلم أو يفسق. . ويكون في هذه الحالة هو الذي اختار فحق عليه عقاب الله. . لذلك فقد قال الكافرون من بني إسرائيل إن الله ختم على قلوبهم فهم لا يهتدون، ولكنهم هم الذين اختاروا هذا الطريق ومشوا فيه.
. فاختاروا عدم الهداية. .
لقد أثارت هذه القضية جدلا كبيراً بين العلماء ولكنها في الحقيقة لا تستحق هذا