كانت أن يشتروا أنفسهم مقابل التصديق بما أنزل الله على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . ولكنهم باعوا أنفسهم واشتروا الكفر فخسروا الصفقة لأنهم أخذوا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة. . والله سبحانه وتعالى يجعل بعض العذاب في الدنيا ليستقيم ميزان الأمور حتى عند من لم يؤمن بالآخرة. . فعندما يرى ذلك من لا يؤمن بالآخرة عذابا دنيويا يقع على ظالم. . يخاف من الظلم ويبتعد عنه حتى لا يصيبه عذاب الدنيا ويعرف أن في الدنيا مقاييس في الثواب والعقاب. . وحتى لا ينتشر في الأرض فساد من لا يؤمن بالله ولا بالآخرة. . وضع الحق تبارك وتعالى قصاصا في الدنيا. . واقرأ قوله جل جلاله:{وَلَكُمْ فِي القصاص حَيَاةٌ ياأولي الألباب لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ١٧٩]
والله سبحانه وتعالى في قصاصه يلفت المؤمن وغير المؤمن إلى عقوبة الحياة الدنيا. . فيأتي للمرابي الذي يمتص دماء الناس ويصيبه بكارثة لا يجد بعدها ما ينفقه. . ولذلك نحن نقول يا رب إن القوم غرهم حلمك واستبطأوا آخرتك فخذهم ببعض ذنوبهم أخذ عزيز مقتدر حتى يعتدل الميزان.
والله تبارك وتعالى جعل مصارع الظالمين والباغين والمتجبرين في الدنيا. . جعلها الله عبرة لمن لا يعتبر بمنهج الله.
فتجد إنسانا ابتعد عن دينه وأقبلت عليه الدنيا بنعيمها ومجدها وشهرتها ثم تجده في آخر أيامه يعيش على صدقات المحسنين. . وتجد امرأة غرها المال فانطلقت تجمعه من كل مكان حلالا أو حراما وأعطتها الدنيا بسخاء. . وفي آخر أيامها تزول عنها الدنيا فلا تجد ثمن الدواء. . وتموت فيجمع لها الناس مصاريف جنازتها. . كل هذه الأحداث وغيرها عبرة للناس. . ولذلك فهي تحدث على رؤوس الأشهاد. . يعرفها عدد كبير من الناس. . إما لأنها تنشر في الصحف وإما أنها تذاع بين أهل الحي فيتناقلونها. . المهم أنها تكون مشهورة.
وتجد مثلا أن اليهود الذين كانوا زعماء المدينة تجار الحرب والسلاح. . ينتهي بهم الحال أن يطردوا من ديارهم وتؤخذ أموالهم وتسبى نساؤهم. . أليس هذا خزيا؟