و «البيْن» هو ما يفصل أو ما يصل. فعندما نجد اثنين قاعدين وبينهما «بين» فهذا البين فاصل وواصل. فإن اعتبرته واصلاً، أقول: تقطّع هذا، أي وقع التقطع بينكما، وانفصمت الروابط بينكم وتشتت جمعكم، وإن كان البين فاصلا فقد وصلوا أنفسهم بالأصنام.
وماذا كانت صلة هؤلاء بالأصنام التي يشركونها في العبادة؟ كانوا يقدمون لها القرابين، وغير ذلك. وهذه الأصنام وكل من جعلوه شريكا مع الله سيفر منهم يوم القيامة. وهكذا يتحقق قوله الحق:{لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} .
ويواصل سبحانه:{وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} ، و «ضلّ» أي تاه وغاب، ما كنتم تبحثون عنهم فلا تجدونهم مصداقا لقوله الحق:{إِذْ تَبَرَّأَ الذين اتبعوا مِنَ الذين اتبعوا}[البقرة: ١٦٦] .
ويقول الحق من بعد ذلك:{إِنَّ الله فَالِقُ الحب ... }