يشرحها الحق سبحانه وتعالى في قرآنه. وفي قصة عرش بلقيس نجد سيدنا سليمان يقول:{أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا}[النمل: ٣٨] .
وأجاب على سيدنا سليمان عفريت من الجن، وكذلك أجاب من عنده علم من الكتاب. ويقول الحق سبحانه:{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ}[النمل: ٤٠] .
مستقر هنا إذن تعني حاضراً؛ لأن العرش لم يكن موجوداً بالمجلس بل أحضر إليه. وفي مسألة الرؤية التي شاءها الحق لسيدنا موسى عليه السلام:{قَالَ رَبِّ أرني أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ولكن انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}[الأعراف: ١٤٣] .
ونعلم أن جبريل كان له استقرار قبل الكلام، إذن ف «استقر» تأتي بمعنى حضر، وتأتي مرة أخرى بمعنى ثبت.
والحق يقول:{وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ}[الأعراف: ٢٤] .
وذلك بلاغ عن مدة وجودنا في الدنيا، وكذلك يقول الحق:{أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً}[الفرقان: ٢٤] .
إذن فالجنة أيضاً مستقر، وكذلك النار مستقر للكافرين، يقول عنها الحق:{إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}[الفرقان: ٦٦] .