وقوله سبحانه عن الجن:{وَأَنَّا مِنَّا المسلمون وَمِنَّا القاسطون}[الجن: ١٤]
إذن الجن فيهم المؤمن والكافر. . والمؤمنون من الجن فيهم الطائع والعاصي. . والشياطين هم مردةُ الجنِ المتمردون على منهج الله. . وكل متمرد على منهج الله نسميه شيطانا. . سواء كان من الجن أو من الإنس. . ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً}[الأنعام: ١١٢]
إذن فالشياطين هم المتمردون على منهج الله. . قوله تعالى:{واتبعوا مَا تَتْلُواْ الشياطين على مُلْكِ سُلَيْمَانَ} . . يعني ما كانت تتلو الشياطين أيام ملك سليمان. .
ولكن ما هي قصة ملك سليمان والشياطين؟ . . الشياطين كانوا قبل مجيء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كان الله قد مكنهم من قدرة الاستماع إلى أوامر السماء وهي نازلة إلى الأرض. . وكانوا يستمعون للأوامر تلقى من الملائكةِ وينقلونها إلى أئمة الكفر ويزيدون عليها بعض الأكاذيب والخرافات. . فبعضها يكون على حق والأكثر على باطل. . ولذلك قال الله تبارك وتعالى:{وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}[الأنعام: ١٢١]
وكان الشياطين قبل نزول القرآن يستقرون السمع، ولكن عند بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إمتنع ذلك كله، حتى لا يضع الشياطين خرافاتهم في منهج